Powered By Blogger

الأحد، 19 فبراير 2017

المــــوت

المـــوت 
المووووت، كلكوا هتنزلوا تحت .. أوكسيم بالله العظيم لتنزلوا تحت
ولما تنزلوا تحت.. هتموتوا!

البُبعع، المخوفاتي، والنهاية الحتمية، والحقيقة المؤكدة، والوجه الآخر للعملة!

يُخيف البشر، ويتعامل معه الحيوانات بسلاسة، يستسلمون بهدوء دون خوف، لقد عاشوا وجاء وقت الموت الآن، فما المشكلة!
بعضهم من يذهب لمكان منعزل ينتظر قدره، وبعضهم من يودع دنياه وهو متشبثا بصاحبه البشري؛ نرى ذلك جميعًا في الكلاب والقطط، ومنهم من يصيبه اليأس وينتحر مثل الحيتان!

مريت بتجربة الموت مع أكثر من قط، كان كلٌ منهم يمتلك قطعة من روحي، انطفأت برحيلهم؛ يدرك القط أنه مفارق، يظهر الموت في عينيه، أستشعره قبلها بفترة، ينقبض قلبي؛ فأدرك السبب لاحقًا، إنه على وشط أن يفارقني، قطعة أخرى من روحي ستُظلم، أرتعب، وأخاف، أعجز عن التصرف، أستسلم للأمر الواقع، أصبح وحيدة..

يُستخدم الموت كآداة وعظية في الأديان، حتى الأديان القديمة تحدثت عن الثواب والعقاب بعد الموت، وتحدثت عن حياة أخرى.
عندما تشتد تلك اللهجة الوعظية والتي يغنيها حدث غامض ومرعب مثل "الموت" عن إضافة أي "تحابيش"، فالموت مرعب في حد ذاته بما يكفي! إنه مجهول والمجهول مرعب، لا ضرورة لي أن أرتعب من العذاب الذي سأذوقه فهذا الرعب سوف يجمدني ولن أفعل شيئًا لأنجو!
مريت بتلك المرحلة، حتي إني لم أكن أستطيع النوم خوفًا من الموت الغفلة! وهل هناك موت ليس على غفلة! حتى إنك لو إنتحرت لن تدرك في أي دقيقة سوف تزهق روحك!
الموت الذي رأيته ومررت به من خلال والدي وقططي الأحباء، كان موت هادئ، بلا ذعر، بلا خوف، بإطمئنان، بهدوء!

تصيح قططي قبل موتها، الصيحة الأخيرة، لا أدري هل هي صرخة وداع للحياة التي بدأت بصرخة أيضًا، أم ألم، أم غضب!

في الموت تخرج الروح من الجسد، فيتوقف الجسد عن الحركة، عن الإحساس، عن أي شئ وكل شئ، ماذا عن الشئ السحري الذي كان داخل الجسد! لا أدري!

رأيت والدي مُسجى، تحدثت إليه، قبًلت جبينه، إنه بارد! لا حياة فيه! قلت له انت دلوقتي أحسن يا بابا!

سرحت في كونه في مكان ما أفضل، أو ربما إنتهى كأي نجم في السماء، أو ربما تحولت روحه إلى نجمة في السماء. لم أتصور أو أحاول التصور أنه الآن يُعذّب مثلًا، لم أتخيل أنه لا يزال موجودًا "بروحه حوالينا". 
قلت في نفسي، ماذا وإن إنتقل لمستوى تاني من اللعبة، لا ندركه ولا نعرف عنه شيئًا!
تمنيت أن يكون أكثر متعة وراحة، تمنيت أن يلقي فيه السعادة التي لم يشعر بها في عالمنا.

أفضل أن أتصور الموت على أنه رحلة أو مرحلة أخرى، عبور من بوابة عالم لعالم آخر، بدلًا من أنه بوابة عبور إلى الجحيم!

يجرحنا الموت في فقد من نحب، من نهتم بأمرهم، من نريد بشدة أن نضحي بأرواحنا في سبيل بقاءهم هنا، في هذه الحياة!
فكيف لمن يتحدثون عن الموت بكل ثقة أن يجزمون ويسردون الحقائق عنه، وهم لم يستطيعوا حل ألغاز الحياة التي يعيشونها! من أين لكم اليقين بأنه شئ مرعب، لماذا تصرون على تصدير تلك الفكرة! تلك الفكرة تفيد في السيطرة، الترهيب من أجل تثبيت أوتاد بعض الأفكار.

و أخيرًا تلك مجرد أفكار عشوائية غير مرتبة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق